أحلى توعية لحياة إجتماعيَة أفضل
أحلى توعية لحياة إجتماعيّة أفضل
التكنولوجيا عدوّة الإنسان كما وهي صديقة خيّرة للإنسان
صحيح أننا بلحظة نستطيع التواصل من خلال هاتفنا الخليوي وعبر الإنترنت بأي شخص نريد اينما كان موجود في العالم ونتكلَم معه ونراه مباشرة كأنّه موجود معنا، كما نستطيع الحصول على جميع المعلومات والأخبار التي نريدها ونستبدلها مع الآخرين وأيضا نستطيع تنفيذ معظم أعمالنا وتلبيت حاجاتنا اليوميَة وندفع الفواتير ونشتري ما نريده ونحوّل الأموال من خلال هذا الجهاز وهذا شيء رائع ولكن علينا أيضا معرفة خطورته ومدى تأثيره السلبي على صحَتنا وحياتنا الأجتماعيَة وربَما يقضي على حياتنا كلَها إذا لم نسيطر على أنفسنا في إدارة هذا الجهاز لكي لا يدير هو حياتنا ويأخذنا إلى حيث ما لا نريد، مثلا”:
خطر قيادة السيَارة والتكلّم على الهاتف بنفس الوقت ممّا يسبّب يوميّا” بحوادث سير قاتلة تقتل الناس وتدمِر السيّارات وتسبّب المآسي
كثرة التركيز على شاشات الهواتف يخلق التوحّد عند الأطفال، عدم التركيز، الخمول في الجسم، ضعف في الذاكرة والأمراض السكّري وربَما السرطان وكذلك يضعنا في حالة العدم مبالات بكلّ ما يحدث من حولنا وبكلّ المصائب التي تقع على رؤوسنا
التواصل عبر الهاتف ألغى جميع الزيارات العائليَة والمعايدات والتهاني والتعازي والمجالس وقضى على التواصل الإجتماعي الحقيقي
الإدمان على الأجهزة الإلكترونيّة وعلى البرامج التلفزيونيّة الفاسدة وكلَ ما ينشر من إنحطاط أخلاقي على جميع شبكات التواصل الإجتماعي التي تبث ليل نهار من أفلام قتل وسرقات وكذب وخيانات وجميع أنواع الفساد والتي تشكّل أكثر من 90% من برامج ومحتويات تؤثّر سلبا على نفسيّتنا وخاصة على الأطفال فيصبح الفساد شيئا” مقبولا” في مجتمعنا فنرى الأنانيَة المبنيّة على مبدأ (بعد حماري ما ينبت حشيش) وأصبحت السرقة والأحتيال شطارة يتباها بها فاعلها والكذب أصبح ملح الرجال والنساء والأطفال والخيانة أصبحت نزهة والطعن في الظهر أصبح أنتصارا” يفتخرون به… ولن ننسى النقد الهدّام عند المسؤولين اللذين يرمون مسؤولياتهم على الآخرين ليبرّؤوا فيها فشلهم وفسادهم …وهكذا أصبح اليوم 90% من مجتمعنا فاسد وكأنه شيء عادي يجب علينا أن نتقبّله
لا، لا، و ألف لا… الفساد غير مقبول أبدا”… وليست هذه قيمنا ولا أخلاقنا ولا التربية الصالحة التي عاشها أجدادنا وربّونا عليها… ولكن مهلا” يا سادة ألم تسمعوا بأنّ كل ما تزرعونه من فساد فسوف يعود لينبت بوجهكم لتحصدونه وتأكلون من ثماره الفاسدة وتمضغونها جيّدا لتدمَر بها حياتكم كما أنتم دمَرتم حياة الآخرين بأفعالكم القذرة… و لربّما سيكون هذا درسا” لكم في الحياة لتتعلّموا منه أن تصبحوا إناس صالحين لكم ولمجتمعكم (عاملوا الناس كما تريدون الناس أن يعاملونكم)
لا لغسيل الأدمغة الذي تتعرّض لها الأجيال الصاعدة بهدف الوصول إلى مجتمع منحطّ كليَا خالي من الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانيَة لا يعرف شعبه الفرق بين (الصحّ والخطأ) … لا للدمار الشامل الذي تتَجه نحوه البشريَة وما يسمّونه بالتطوّر التكنولوجي الذي يستعمل سلبا لتخلّف الإنسانيَة وليس لتطوّرها الإيجابي
نعم إنَه لواجب على كلّ أنسان أن يمارس جميع أنواع النشاطات في الحياة بأحترام الآخر سواء كان: تجارة، صناعة، زراعة أو رياضة وغيرها ولكن تحت سقف الأخلاق الصادقة والحق والعدل متحلّيا بالمحبَة والخير والنفسيّة الطيّبة لكي ينجح فعلا في مسيرته ويحترمه الناس لأن الإحترام يبدأ باحترام الذات وهنا نريد أيضا التركيز على النشاطات الإجتماعيَة الخيريَة لدعم المحتاجين ماديّا” وفكريّا” واللذين يعانون من أحداث أليمة وكذلك من خلال نشر التوعية الفكريّة والمحادثات البنّائة البعيدة عن المصالح الشخصيَة الضيّقة التي سترتدّ علينا إيجابا” أو سلبا”حسب كيف نحن نزرعها
أخيرا” وليس آخرا” : على الأنسان أن يعترف بأنّ هناك ممنوعات في الحياة الأجتماعيَة وسلوك غير أخلاقي وغير أنساني يجب عليه أن لا يقوم بهم أبدا” ولا بل بالعكس يجب أن يكون الأنسان قدوة ومنارة للخير والحقّ والعدل والإنسانيّة لمجتمعه.
(بقلم حرّ: ستيفاني خوري)