أحلى تَوْعية فكريَّة


وما زلنا تحت الأنتداب الفرنسي الأنكليزي لمنطقة المشرق
أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﺪﺛﺖ لعقولنا في العصر الحديث وﻫﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮَ ﻭﺍﻟﺤﺠَﺮ والرمال والحدود الوهمية هي (ﻭﻃﻦ)..!
ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺕ ﻓﺪﺍﺀاً ﻟﻸﺳﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ الإنجليزي مارك ﺳﺎﻳﻜﺲ والفرنسي جورج بيكو ( حيث كافئوا العرب الذين ساعدوهم بالقضاء على الخلافة العثمانية بتقطيع (بلاد المشرق الغني بالبترول والغاز) إلى الدويلات الحاضرة بعد أن كانت أرض واحدة موحدة في ظل الدولة العثمانية وقبلها ب 6000 سنة حين كان أسم (آسوريا = ASYRIA) الأتّحاد (آسوريا) وتعني الكلمة( ألأتّحاد) باللغة ال سوريانيّ، فسمّوا تلك الأقسام ﺪﺍﺧل المشرق (ﺑﺎلأوطان)
وطبعا قاموا بتنصيب أتباعهم على رأس تلك الأوطان وأعطوا الأشخاص داخل الأوطان بطاقة الهوية والجنسية كتبوا عليها طائفة ومذهب كلّ شخص وفرزوا الناس على أساس مصطلحات تقسيميّة (القومية والأثنيّة والعرق والنسل ..) وهكذا يستطيعون بسهولة تمييز الأشخاص تماماً كما يصبغون الماشية ليعرِفها أصحابها ..
مع أن هذه المُسمّيات هدفها التفرقة، وسياستهم المعروفة تاريخيّا ب( فرّق تسُد)، لكن المشكلة الأكبر تكمن بأن أكثريّة الشعب المشرقي قد قبل بهذا التقسيم وبدؤوا يتجاهرون ويفتخرون به معتقدين بأنهم فئات مُقدّسة وذوو شأن وتاريخ عظيمين يتفوّقون على الفئات الأخرى التي هي من نفس نسيج المجتمع الواحد ( المهلوك، المسروق، والفقير)…
فتجد مثلا :العراقي، والسوري واللبناني
والمصري والسوداني
والسعودي والقطري
والعماني واليمني
والمغربي والجزائري
وكلّهم يتفاخرون بتاريخ مُزيّف يسمّى (يوم وطني
كل ما رأيناه منذ بداية الأنتداب هو تقاتل الأخوة المشرقيّين منهم من يقتل الآخر إذا عبر الصحاري إلى التراب المُقدّسة التي رسمت له وأصبح قتل كل من يعبر الحدود الوهمية ( التي رسمها سايكس وبيكو ) وحوّلها إلى التراب المقدس عمل شرف ووطنية عظيمة وموتاً في سبيل الوطن
وهنا نذكر العبارة الرنّانة (مات شهيداً للوطن ) وسينال الجنة.
هذا التقسيم خلق الكراهيّة فيما بين الشعب المشرقي بحيث نراهم يتبادلون الشتائم والكراهية والتفرقة بشكل يومي بالرغم من أن دينهم واحد هو (اللّه الواحد) ولغتهم واحدة ولو كانت بلهجات مختلفة وتاريخهم واحد وعاداتهم وتقاليدهم واحدة وحتى مشكلتهم واحدة هي الفقر .
من أنجازات إتفاقية (سايكس بيكو …
أدخلت الأُمة في ١٠٠ سنة من التيه والضياع ، وجعلت الولاء والبراء يُعقد على قطعة أرضٍ مُسيّجة بسياج مشيك ، وخرقة ملونة بألوان رسمها جماعة موالية ل (سايكس وبيكو) عند وضعهم الحدود الوهمية بيننا.
واصبح من يملك ورقة تُسمّى “جنسية” هو أخي وصديقي كائناً من كان!! ، ومن هو خارج هذه الحدود الوهمية هو ألدّ أعدائي وخصامهم واجب كائناً من كان… مع العلم بأننا نرى عائلات واحدة منتشرة في ( العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين) مثل عائلات: البقّارة والشمّري وغيرهم ..
سايكس بيكو أوهموا الجميع أنها اتفاقية محدودة المدة ل (١٠٠ سنة) وليست مطلقة، لكنهم بنفس الوقت خلقوا النعرات الطائفيّة والمذهبيّة ودعموا الحروب في المشرق وتجارة الأسلحة وذلك تحت حجج هم قاموا بزرعها في عقول الناس وخدعوا الجميع بأن كل شئ سيتغيّر نحو الأفضل وكلّه تحت شعار جئنا لنعطيكم ( الديمقراطيّة والحريّة) وما زالت تلك الأنظمة مستستمرة على هذه التقسيمة إلى ما شاء الله بل سيستميتون في الدفاع عنها..
بالحقيقة ان المشرق كان دائما موحّدا جغرافيّا ولم يكن مقسّما حتى عندما أحتلّت قسما منه روما لفترة ٥٠٠ سنة وجاء بعدهم المغول وغيرهم فقد كان دائما موحّدا لآلاف السنين من أيّام الأتّحاد ( آسوريا ) حتى مجيأ أعداء المشرق هؤلاء ( سايكس وبيكو ورؤسائهم لانتداب المشرق وسرقت ثرواته من بترول وغاز ) .. فنرى اليوم أهل (العراق وسوريا واليمن) فقراء وهم يملكون أكبر مخزون نفطي في العالم بحيث تسرق ثرواتهم بشكل يومي أمام أعينهم وكذلك لبنان عائم على كمّيات غاز هائلة ويمنع إستخراجهم إلاّ بشرط أن تنهب ثروته من قبل دول الأنتداب
لم يكن لنا حدود حين كان المواطن يمشي من قرطبة إلي بغداد ومن المغرب إلى مكة لايسأله أحد عن جواز مرور
فلتسقط سايكس بيكو ؛ ومن صنعها ومن حماها وعبدها وعاش في ظلالها خادماً وفيّاً للغرب
لقد حبسونا ضمن الحدود التي هم رسموها لنا وفتحوا حدودهم لمواطنيهم ليوحّدوا أوروبا ويقوى أقتصادهم ويعيش شعبهم بالرفاهيّة والأخوّة والسلام فأصبح لديهم ( جواز سفر واحد وعملة واحدة وجيش واحد وراية واحدة ومصير واحد) أنّه الأتّحاد الأوروبي يا أخوان
آن الأوان لنعيد بناء (أتّحاد المشرق ) الموحّد كما سمّوه أجدادنا منذ 7000 عام ( آسوريا ) فيصبح لدينا ( أرض واحدة وأقتصاد واحد وعملة واحدة وجواز سفر واحد وجيش واحد …) على أمل أن يتوحّد العالم تحت راية السلام والأخوّة والعدل والحقّ للجميع
(اذا كانت المشكلة بالأسم فلنختار أسم يوحّدنا مثلا: ( أتّحاد المشرق
تحيّاتي واحترامي لكم
بيار برخيا