أحلى معلومة قديمة عن حياة ألأنسان في لبنان
أحلى قصّة من التاريخ
كان أهل منطقة المتن في جبل لبنان، أي المتنيّون يربّون دود القز في منازلهم في أربعينيات القرن العشرين
كان الجبليون اللبنانيون يَزِنون بالدرهم والأقة والرطل والوزنة والحِمل والقنطار …..
فكان الحطب يوزن بالقنطار والتوت بالحِمل والحرير بالرطل وبزر دودة القز بالدرهم . وبالرغم من دخول النظام المتري الى ربوعنا ابتداء من عام 1869، استمر التعامل بتلك الأوزان حتى بداية عهد الإستقلال في لبنان.
وكان الدرهم المشتق لفظًا من الدراخما اليونانية، يُستعمل في أربعينيات القرن العشرين لوزن يساوي في النظام المتري أكثر من 3 غرامات بقليل فالدرهم كان يساوي 3،207 غرامات تحديدًا.
وفي اربعينيات القرن العشرين أيضًا، كان مختار القرية المندوب من قبل الحكومة يوزّع بالشراء “بزر القز”. أما ما يحدّد كمية البزر المسموح شراءها فإنما هي أعدادُ أشجار التوت التي يملكها المزارع الشاري للبزر، والمُقدِم على تفقيسها والإعتناء بالدود الناتج عنها وإطعامها من ورق التوت حتى شرنقتها فبيعها شرانق بيضاء أم صفراء الى كراخين حل الحرير وصنع الخيط.
وكانت الشرنقة الواحدة تنتج خيطا من حرير يفوق طوله الألف متر وكان كل 5 كيلوغرامات من الشرانق تنتج كيلوغرامًا واحدًا من الحرير. أما درهم البزر فكان ينتج حوالي 6 آلاف شرنقة ، اي ما يعادل 4 كيلوغرامات يبيعها المزارع لإحدى الكراخين .
والكراخين هي فبارك، كان عددها عام 1912 ، 163 كرخانة منتشرة في كل أنحاء جبل لبنان، تتركّز 113 منها في المتنين الشمالي والأعلى، بحسب ما ورد في كتاب الدكتور جوزف أبو نهرا حول ارشيف الأديار لا سيما أرشيف دير مار يوحنا الخنشارة.
لقد وقعت على جردة بأسماء كثيرين من مربّي القزّ في المتين، مسجلة بالقرب منها كميات بزر القز التي يحق لكل واحد منهم شراءها. وكان المزارعون يربّون القزّ في منازلهم وينتجون من الشرانق بمقدار ما يشترونه من بزر. أما اسماء المزارعين هؤلاء فنوردها كالتالي:
سليمان الخراط ، حلى مدورة ، بربارة الصوصا، بولس ريشا ، وديع الخراط، ميشال خراط
رشيدة خراط، شبل بارود ، نجيب بلوط ، سليم فرنسيس ، خير الخريس، فؤاد جبيلي ،وردة دعيبس، سعيد محمد شاهين، أمانة سلامة ، حسن سلوم ، ناصيف سعيد ، فارس عازار، منصور جهجا، وديعة مكرزل، سعيد شيبان، يوسف خيرالله ، سليمان بو عبدالله، موسى عبد الأحد، توفيق حسن، بو خازن، سليمان بن نجم، فارس شاهين، أسعد بو عبدالله، نجيبة نهرا، ناصيف اندراوس، عبدو خيرالله، عبدو فرح، مريم الحندولي، سليم لبوس، مخايل بو عقل، موسى خراط، عليا خراط، ميلاد جهجا، ضاهر عازار، يوسف منصور، سليم شيبان، أسعد الجبيلي، نمر اندراوس، أنيسة لحود، نجيب ساسين، أمين سلوم، شديد بو فرحات، شبل الصباغ، عبدو عازار، يوسف بو رعد، ناصيف بو عقل، مدّول بو فرحات، علي سلوم، خليل منصور، نصرالله ناكوزي، سليمان صروف، ليلى غالب، سليم عبيد،عبدو أنبر، عيد أنبر، سليمان صليبي، حنة سركيس، زود الحداد، مريم صافي، عبدو شاكر، نادر قزحيّا ، مخايل غنطوس، جبرايل غنطوس، رشيد هاني، سليم بو غصن، طنوس راشد.
إن ما يُستدل من هذه اللائحة هو أنها تحوي في الغالب على أسماء من القسم التحتاني من المتين كما يستدل من الجردة الوثيقة أن أكبر الشارين لبزر القز هو نصرالله ناكوزي الذي كان يربي القز فيشتري عشرة دراهم من البزر كما كان يمتلك في الوقت عينه كرخانة لحل الحرير. يليه سليمان صروف وسليم عبيد ومخايل غنطوس بِسبع دراهم ونصف الدرهم لكل منهم وخليل منصور وليلى غالب بِست دراهم لكل منهما . ويتدرّج الباقون بشراءٍ بين درهم واحد وخمس دراهم من بزر تلك الدودة العجيبة.
(نقلا عن صفحة نقّاش مدينتي)